Pages

Wednesday, December 10, 2014

دور مدرسة الجنيد الإسلامية في تعليم الأقليات المسلمة بسنغافورة

دور مدرسة الجنيد الإسلامية في تعليم الأقليات المسلمة بسنغافورة
بحث مقدم في مادة التربية والتعليم للأقليات المسلمة
 إعداد الطالب:عزمي زركشي
 مدرس المادة : أ.د. عيد حجيج الجهني (حفظه الله)


التمهيد
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
تعتبر مدرسة الجنيد الإسلامية بسنغافورة مركزاً من أهم مراكز الدعوة الإسلامية، لأنها تعد الدعاة إلى الله ورسوله. ولقد تخرج منها قادات وعلماء منتشرون في عدة الأماكن والمجالات في سنغافورة، فأئمة المساجد منها ومدرسو الدين الإسلامي في المدارس الإسلامية من خريجيها، فهي تعد من أكبر المدارس الإسلامية الست في سنغافورة، والاقبال عليها كبير جداً لما يعلمه الناس من حرص على نشر المعرفة الدينية والعربية والثقافية على أحدث النظم التربوية، إذ يبلغ عدد تلاميذها اليوم حوالي 1300طالب موزعة بين المراحل الابتدائية والثانوية والعالية. ولقد حرص القائمون على أمرها بالعمل الدءوب على إضفاء روح التقدم والرقي في أدائها فاستقدموا لها العلماء الموثوق بهم وبعلمهم من خريجي الأزهر الشريف والكليات والمعاهد الإسلامية الأخرى ليعملوا بالتدريس فيها([1]).

فإن نجاح مدرسة الجنيد الإسلامية في دورها كمؤسسة تعليمية إسلامية للأقليات المسلمة بسنغافورة تستحق لإبرازها للدعاة أوالباحثين في مجال التربية حتى يتعرفوا على جهودهم وأدوارهم وخبراتهم في مجال تنمية المؤسسة التعليمية، بالإضافة إلى معرفة مشكلاتهم وسبلهم لعلاج تلك المشكلة.
يتضمن هذا البحث على وصف عام لسنغافورة ومعرفة أحوال المسلمين فيها، وعرض حول مدرسة الجنيد الإسلامية من حيث نشأتها، ومناهجها، وأهدافها ورسالتها ومشكلاتها والأنشطة الموجودة فيها وغيرها من المعلومات المتعلقة بهذه المدرسة، وبالتالي ترتيب محتويات هذا البحث:
·       التمهيد.
·       المبحث الأول : السياق العام لسنغافورة.
·       المبحث الثاني :  أحوال المسلمين في سنغافورة.
·         المبحث الثالث: دور مدرسة الجنيد الإسلامية في تعليم الأقليات المسلمة بسنغافورة.
·       الخاتمة.
المبحث الأول: السياق العام لسنغافورة.
أ‌.       نشأة سنغافورة.
قدم التاجر البريطاني المسمى بـسامفوردرافلز إلى سنغافورة وأسس من خلالها مرفأ في هذهالجزيرة في عام ١٨١٩ م، وعلى مر السنين تطور هذا المرفأ حتى تحول إلىهذه الدولة-المدينة الكوزمبوليتانية الثرية الحديثة، المتقدمة اقتصاديًا وتكنولوجيًا، وأصبحت تتطور إلى مركز مواصلات آسيوي لوسائل النقل الجوي والبحري([2]).
أقلية من السكان المسلمين تبلغ نسبتهم 14،7% من السكان([3])، على عكس ماليزيا، التي يشكل المسلمون أغلبية سكانها.
ب‌.  موقع سنغافورة ومناخها الجغرافية.
تقع جزيرة جمهورية سنغافورة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور وعن جزر رياو الإندوينسية مضيق سنغافور. تعد سنغافورة دولة صغيرة حيث تتسع ولايتها 697 كيلومتر مربع فقط.
نظرا لموقعها القريبة من الخط الاستواء فدرجة الحرارة فيها ثابتة طوال السنة مع علو نسبة الرطوبة وتساقطات مطرية وافرة لتعرض الجزيرة للتأثير البحري([4]).
ت‌.  المعتقدات:
المعتقدات الدينية تمثل في البوذية، والكنفوشية، والطوطمية، والمسيحية، والديانة البوذية تحتل المرتبة الأولى بالنسبة لعدد المعتنقين بها ونسبتهم 33.3% من عدد السكان، ويعتنق الإسلام 14.7 % من سكانها، أي 595.604 مسلم حسب أحدث الاحصائية في عام 2010م، وهم من أصول متعددة معظمهم من ماليزيين والآخر من والصينيين والهنود وغيرها من الأصول([5]).وأغلب مسلمي سنغافورة ترجع أصولهم إلى الملايو وتربطهم بأهل ماليزيا صلات وثيقة، ثقافية وعرقية بل وأحيانا عائلية، لكن نسبة لا يستهان بها منهم تنحدر من أصول عربية من جميع بقاع الشرق الأوسط، خاصة اليمن، علاوة على المسلمين الذين أتى أجدادهم من الهند وباكستان. ودستورسنغافورة دستور علماني، لكن الشريعة الإسلامية تمثل قانون الأحوال الشخصية للمسلمين([6]).
ث‌.  كيف وصل الإسلام إلى سنغافورة؟
كان التجار العرب أول من نقل الإسلام إلى سنغافورة وذلك عندما انتشر الإسلام في الملايو والهند وإندونيسيا، وانتقل الإسلام مع هذه العناصر في هجرتها إلى سنغافورة، واتسع انتشار الإسلام في القرن التاسع الهجري، ووصلت سنغافورة جماعات مسلمة عديدة من البلدان المجاورة لها، تساعد على انتشار الإسلام في سنغافورة لموقعها المهم كطريق للتجارة فإنها كانت ملتقى لجماعات كثيرة، وعندما جاء الاستعمار إلى المنطقة جعلها قاعدة لسفنه ومركزا لمسؤوليه الأمر الذي جعل مقاومة الإسلام فيها كبيرة مما أبقى نسبة المسلمين قليلة([7]).
المبحث الثاني :  أحوال المسلمين في سنغافورة.
أ‌.       أحوال الدعوة الإسلامية بسنغافورة
حكومة سنغافورة لا تمانع من الدعوة إلى دين الإسلام، فهناك قانون ينص على السماح في ذلك ولا بد للداعي في سنغافورة أو في كافة أنحاء بلاد العالم الإسلامي وغير الإسلامي أن يدعو باللين لا بالإكراه ويكون ذلك بالتعاون وبالدعوة الحسنة([8]).
ويوجد بسنغافورة حوالي 80 مسجداً و 75 مصلى ، ويعد من أقدمها مسجد ملقا بني في سنة 1236هـ – 1830 م ومسجد الحاجة فاطمة وبني في سنة 1263هـ – 1845 م ، ومن أكبر مساجدها مسجد السلطان ومسجد شيلا ، وخصصت أماكن لصلاة النساء ببعض مساجدها ، وقد هدمت حكومة سنغافورة 12 مسجداً ، وتقوم بنقل المسلمين بالقوة إلى الأحياء الشعبية لكي تضعف من وحدتهم وتطبق عليهم العزل الاجتماعي ، وقرر المجلس الأعلى للمساجد إصلاح ثلاثة مساجد بسنغافورة . وتشهد سنغافورة نهضة عظيمة في بناء المساجد فهناك 12 مسجداً جديداً منها مسجد الأمين ، ومسجد دار الفرقان ، ومسجد كميونغ ، ومسجد أكبر فضة ، و 5 مساجد في المنطقة الجديدة، وتلحق من ضمن أنشطة المسجد بناء رياض الأطفال بهدف غرس القيم الإسلامية منذ بداية نشأتهم والمحافظة على تلك القيم السامية، كما تعقد حلقات الذكر وحلقات تحفيظ القرآن الكريم دعما لتفعيل أدوار المساجد في سنغافورة([9]).
توجد بسنغافورة جمعية الدعوة الإسلامية، وقد تسهم في تنشيط الحركة الدعوية فيها، منها بناء القاعة الاجتماعية للمحاضرة أو الندوات و المناسبة الدعوية الأخرى، وانشاء المستشفى والمستوصف، وبناء المراكز الإسلامية. ولهذه الجمعية علاقات وصلات مع الجمعيات والمنظمات الأخرى خارج سنغافورة كالمنظمات الإسلامية في ماليزيا، وإندونيسيا، وفلبين، وبروناي دار السلام([10]).
ب‌.  التحديات التي يواجهها مسلمو سنغافورة
يواجه مسلمو سنغافورة الكثير من التحديات التي غالبا ما تحيط بالأقليات السكانية. وتهيمن الدولة في سنغافورة على شكل الحياة العامة والخطاب العام، وتشرف على البنية التحتية الدينية الأساسية للمسلمين. ومن أهم المؤسسات الإسلامية التي تدعمها الدولة "مجلس علماء إسلام سنغافورة"، و"المحكمة الشرعية"، علاوة على مكتب تسجيل زواج المسلمين، وأهم تشريع يحكم حياة المسلمين هو قانون الإجراءاتالشرعية الإسلامية. ويعين رئيس جمهورية سنغافورة كلا من رئيس "مجلس علماء إسلام سنغافورة" وأعضاء مجلس إدارته الذييضم مفتي الديار السنغافورية. ويعمل "مجلس علماء إسلام سنغافورة" كوكيل معتمد ينوب عن الطائفة المسلمة في التعامل معالحكومة وكل الهيئات الحكومية([11]).


المبحث الثالث: دور مدرسة الجنيد الإسلامية في تعليم الأقليات المسلمة بسنغافورة.
أ‌.       تاريخ مدرسة الجنيد الإسلامي([12]).
افتتحت مدرسة الجنيد الإسلامية في عام 1927م، و تمثلت فخرا للمجتمع الإسلامي في سنغافورة، وقد تم بناء هذه المدرسة على يد السيد عبد الرحمن بن جنيد بن عمر بن علي الجنيد بالوقف النقدية من جده السيد عمر بن علي الجنيد مؤسِّس مؤسسة الجنيد الوقفية.
كانت مدرسة الجنيد في بدايتها قطعة أرض من المقبرة فتطورت إلى مؤسسة تربوية إسلامية، هذه هي خلاصة تاريخ تطور مدرسة الجنيد بشكل عام. وعلى مر السنين، اتخذت مدرسة الجنيد العديد من الفعاليات،بالإضافة إلى دور المعلمين المخلصين والمناهج المتطورة التي تجعل مدرسة الجنيد من ضمن الرواد في مجال التعليم الإسلامي في سنغافورة.
وفي سبيل تطوير المدرسة تم هدم المبنى المكون من طابقين في موقعها الأصلي في شارع فكتوريا لافساح المجال للمبنى الجديد حيث بلغت التكلفة إلى 12 مليون دولار سنغافورة، وبلغت التكلفة الاجمالية إلى 15 مليون دولار سنغافورة.
كانت فكرة بناء هذه المدرسة تنبثق من القانون البريطاني المستعمِر الذي أصدر قانونا بمنع استخدام الأراضي الوقفية كمقبرة، فأخذ المؤسس على أساس ذلك فكرة بناء المدرسة فوق تلك الأراضي، وفي عام 1927م افتتحت المدرسة وقبلت المدرسة في بداية افتتاحها عشرة طلاب، وبعد مرور أكثر من 80 عاماً تزايد عدد الملتحقين بها إلى قرابة 1000 طالب، بل أكثر من ذلك، ومع المباني الجديدة يمكن استيعاب 1200 طالب وطالبات.
وعلى مرالسنين، جذبت مدرسة الجنيد رغبة كثير من الطلاب السنغافوري والطلاب من الدول المجاورة، مثل ماليزيا وإندونيسا وبروناي دار السلام، وقد انعقدت الدورة الخاصة للداعية الإسلامية بإسم "قسم التخصص في الوعظ والإرشاد" حيث هدفت هذه الدورة الطلاب في المرحلة ما بعد الدراسة، وهي تحت إشراف الشيخ عبد الرحيم إبراهيم السمنودي من جمهورية مصر، وانطلاقاً من هذه الدورة أنشأت الفترة المسائية للدراسة الإسلامية بعدها بسنتين، وهي خصصت للطلاب الذين يدرسون في المدارس الحكومية في الصباح.
في عام 1941م، بدأ مشروع إعادة بناء المباني لإضافة المزيد من الفصول الدراسية وفي الوقت نفسه شهدت الحرب العالمية الثانية العديد من الطلاب والمعلمين التي تعود إلى مختلف أوطانهم، وتغيرت اسم المدرسة إلى دار العلوم الدينية الجنيدية، واعيدت اسمها إلى الاسم الأصلي عند استئناف السلام في عام 1945م.
شهدت الستينات الميلادي ادخال المواضيع الجديدة في المناهج الدراسية، بما في ذلك اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم الجغرافي والتاريخ واللغة الملايو ولكن ما يسمى "علمانية المدارس" لم يؤثر على تدريس العلوم الدينية واللغة العربية التي كانت هي السبب الرئيسي وراء ارسال الآباء أطفالهم إلى المدارس الدينية الجنيد.
واللغة العربية هي اللغة الرسمية في مدرسة الجنيد ويحصل المتكلمين بغير اللغة العربية العقوبة من قبل مسؤولي المدرسة، ولذا تعتبر مدرسة الجنيد هي المؤسسة الدينية الرائدة من حيث تمكن الطلبة للتكلم باللغة العربية.
وعلى مر السنين، تخرجوا العديد من الطلاب وواصلوا الدراسة في التعليم العالي في الجامعات الإسلامية في مختلف البلدان.
وضعت مدرسة الجنيد هدفها الرئسية وهي تطوير التفكير لعلماء المسلمين الذي لديهم المرونة حتى يتمكن على التكيف ومواكبة التغيرات التي طرأت على العلام الحديث دون المساس بالقيم الإسلامية له.



ب‌.  المناهج الدراسية([13])
تنقسم المناهج الدراسية إلى ثلاثة أقسام:
1.    المواد الإسلامية:
-         القرآن الكريم (حفظ القرآن الكريم و التلاوة مع التجويد).
-         التفسير.
-         علوم القرآن.
-         التوحيد.
-         المنطق.
-         الفقه.
-         أصول الفقه.
-         القواعد الفقهية.
-         الحديث.
-         الفرائض.
-         الحديث ومصطلح الحديث.
-         القرائض.
-         العولمة.
-         فقه السير.
2.    المواد في اللغة العربية.
-         الإنشاء.
-         النحو.
-         الأدب العربي.
-         البلاغة.
-         التاريخ الإسلامي.
3.    المواد في العلوم.
-         اللغة الانجليزية، الملايو، الرياضيات، الكيمياء، الفيزياء، البيولوجيا.

ت. المعادلات([14])
حصلت مدرسة الجنيد الإسلامية على المعادلة والاعتراف من عدة الجامعات المحلية والعالمية:
1.    المعادلة الرسمية:
-         جامعة الأزهر، مصر.
-         الجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا.
2.    معادلات أخرى:
-         جامعة أبو نور، سوريا.
-         الجامعة الإسلامية المدينة المنورة.
-         جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
-         جامعة كبانغسآن ماليزيا.
-         جامعة مالايا.
-         جامعة الكويت.
-         جامعة العلوم الإسلامية الماليزية.
-         جامعة اليرموك، أردن.
-         قطر.
-         الجامعات في تركيا.

ث. الأهداف والرسالة([15])
الأهداف: تنشئة العلماء والقادات الإسلامية.
الرسالة:
1.    تنشئة علماء المسلمين المتقي إلى الله، لقيادة المجتمع الإسلامي ولخدمة الوطن.
2.    لتمكين الطلبة مع الخبرات التربوية والتعليمية بشكل كلي وديناميكي.
3.    لتصبح مؤسسات تربوية إسلامية رائدة قادرة على تطوير امكانية الطلبة.
ج. المرافق التي أعدتها مدرسة الجنيد الإسلامية لعملية التربية والتعليم.
بنيت المدرسة في عام 1998م، بتكلفة قدرها 11 مليون دولار، وقد تم جمع الأموال ومعظمهم من التبرعات. أما المرافق في مدرسة الجنيد الإسلامية، ما يلي:
1.    مكتبة.
2.    مختبر الحاسوب.
3.    مختبرات العلوم.
4.    قاعة المحاضرات.
5.    قاعة متعددة الأغراض.
6.    الفصول الدراسية.
7.    غرف الموظفين.
8.    مكتب العام.
9.    قاعة المؤتمرات.
10.          مصلى.
11.          مقصف.
12.          ملعب الرياضة (كرة القدم، وكرة الخيزران).
ح. الهيكل التنظيمي لمدرسة الجنيد الإسلامية
 

 خ. فعاليات مدرسة الجنيد الإسلامية.


  1. المشاركة في المسابقات المتعددة.
-         المشاركة في مسابقة الخطابة باللغة الملايو بمسجد السلطان، وحازت على المرتبة الثانية.
-         المشاركة في مسابقة الأذان وفازت ثلاثة من الطلاب في كل المرتبة الثلاثة.
-         المشاركة في مسابقة الخطابة باللغة الملايو بمسجد عبد الحميد وحازت على جائزة ترضية.
-         المشاركة في مسابقة القاء الكلمة المترجلة وحازت على المرتبة الثالثة وجائزة ترضية.
-         المشاركة في مسابقة "المناقشة باللغة العربية" التي عقدتها وزارة التربية والتعليم، بجامعة ماليزيا والعلوم الإسلامية.
-         المشاركة في مسابقة تلاوة القرآن الكريم التي تظمتها مجلس علماء الإسلام سنغافورة.
-         ومسابقات أخرى كثيرة مما يزيد لمدرسة الجنيد مكانة وفخراً.
   
  1. الأنشطة اللاصفية.
-         مخيم لتنمية القيم القيادية بسوكابومي، إندونيسا.
-         الحلقة العليمية تحت إشراف المدرسين لتنمية القيم الخلقية الحسنة.
-         ورشة العمل لتنمية القدرات العقلية، وهي تهدف لإعداد الطلبة قبل مواجهة الاختبارات السنوية القادمة.
-         برنامج قلعة الرمال، تهدف إلى تزويد الطلبة بالقيم الاجتماعية، والعمل الجماعي، والمهارة القيادية، وتتشكل البرنامج ببناء القلعة من الرمال بالعمل الجماعي مع الطلبة.
  1. بعثات المدرسين بهدف التطوير والتأهيل.
-         بعثة المدرسين إلى مدرسة الإرشاد لدراسة نظام المدارس الدينية المشتركة.
-         بعثة 11 مدرسا لاتحاق بالمرحلة الماجستير في اللغة العربية بالجامعة الإسلامية الحكومية، بمالانج، إندونيسيا.
-         زيارة 5 من المدرسين الإندونيسيين من مدرسة الأزهر، بجاكرتا، لتدريب معلمي مادة القرآن الكريم.

  1. برنامج تبادل الطلاب والزوار.
-         زيارة 26 زوار من عدة الدول الآسياوية والشرق الأوسط والبوسنة إلى مدرسة الجنيد الإسلامية.
  1. تجديد المرافق المدرسية.
-         عملية تجديد المرافق المدرسية كالكراسي والمكاتب الدراسية، ومكتب المدرسين الجديد، وبناء الملعب لكرة القدم وكرة الخيزران.

خ. التحديات التي تواجها مدرسة الجنيد الإسلامية وعامة المدارس الإسلامية.
                تحول دور المدرسة الدينية من كونها مؤسسة تدور حول الموضوع الديني إلى ما يشمل تلك التي تتناسب مع متطلبا المجتمع الحديث، كمواد اللغة الانجليزية، والعلوم والرياضيات، والبيولوجية، والكيمياء وغيرها من المواد خارج موضوع الديني، والأسباب التي تؤدي إلى توسع دور المدرسة الدينية ترجع إلى اعتبارين رئيسيين: تلبية توقعات أولياء الأمور للتعليم البديل لمدرسة تتمحور حول تعاليم إسلامية، والوفاء للتوقعات الوطني للحفاظ على وجوده تجاه التحديات الاقتصادية التي تتطلب عمالا ذات مهارة وثقافة.
                تواجه مدرسة الجنيد الإسلامية في سيرها بمختلف المشكلات، على الرغم من كونها أقدم المدارس الإسلامية بسنغافورة وأشهرها، فكانت ولم تزل مركز التربية الإسلامية في تلك المنطقة، فقد تدور المشكلات حول مدى توظيف خريج المدرسة في مجال الاقتصادي، وارتفاع نسبة التسرب الدراسي، والقصور في تطوير وتوحيد  المناهج الدراسية، ومشكلات التمويل.
                وتعد من نقطة الضعف في المدارس الإسلامية بسنغافورة عموما، مشكلات التمويل والموارد البشرية والمدرسين الأكفاء؛ حيث أن معظم المعلمين لم يُدَرَّب في طرق التدريس، مما جعل المعايير غير مكتملا.وموضوع تمويل التعليم في المدارس الإسلامية لم تزل مشكلة تعاني منها المدارس الإسلامية بسنغافورة، قد تستهلك المدرسة لتمويل العملية التعليمية مبلغ 800،000 دولاراً سنغافورة، بينما رسوم الدراسية من الطلاب والدعم المالي من مجلس علماء الإسلام بسنغافورة، يغطي فقط نصف المبلغ الاجمالي، ولابد من تغطية باقي المبلغ من خلال جمع التبرعات من المسلمين. وإضافة إلى المشكلات الواقعة في المدارس الإسلامية أن توظيف المعلمين المتدربين في التعليم مع الرواتب التنافسية، شبه الأمر المستحيل لتنفيذها، بل سيزيد أعباءاً على معاناة الاقتصادية الموجودة مسبقاً في المدارس الإسلامية.
وهناك مشكلات أخرى لاتقل عن مثيلاتها من المشاكل التي تعاني منها المدارس الإسلامية وهي علو نسبة التسرب الدراسي، والتي ترجع أسبابه الرئيسي إلى قصور المعلمين في طرق التعليم. وتوضح التقرير بأن نسبة 50% إلى 65 % من الطلاب في المدارس الإسلامية لاتتمكن من اتمام الدراسة إلى الصف الرابع الثانوي.
وإضافة على ما سبق، فإن التعليم العلوم الملزمة من قبل الدولة- ذات صبغة علمانية - قد أخذ نصف حصص التعليم في المدرسة الإسلامية بسنغافورة، أي تعنيالزام المواد الدينية للتنازل منها، هذا الأمر الذي يهدد أساسيات انشاء المدارس الإسلامية أهدافها الرئيسية، مما تجعلها في ورطة. ولم تزل المسؤولين في المدارس الإسلامية يبحثون حلا لهذه المشكلة([16]).
الخاتمة
الحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً كما يحب ربنا ويرضى، لك الحمد بكل نعمة أنعمت عليَّ لإتمام هذا البحث، وأسأل الله تعالى أن يتم نعمته علي وعلى جميع المسلمين، ويزيد من توفيقه وفضله وامتنانه، وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد.
لقد توصلت – والحمد لله – في هذا البحث المتواضع " دور مدرسة الجنيد الإسلامية في تعليم الأقليات بسنغافورة" و في نهاية المطاف أحب أن أشير إلى أهم النتائج و التوصيات والاقتراحات التى توصل اليها البحث مجملًا اياها فى النقاط الآتية :
النتائج:
1.    أن مدرسة الجنيد الإسلامية من المؤسسات التربوية الرائدة والمتميزة في سنغافورة؛ لمساهمته في تطور وتنمية الأقليات المسلمة في مجالات عديدة خاصة في مجال التربية والتعليم.
2.    أن مدرسة الجنيد الإسلامية تنهج منهجا متكاملا في تعليم طلابها، بدمج المواد الإسلامية والعلوم، بالإضافة إلى الأنشطة اللاصفية الموجهة إلى تنشئة الطلاب تنشئة فعالة، واستمرارها في تحديث وتطوير مناهجه الدراسية بأحدث التقنيات والأساليب التعليمية، كما استمرت في تطوير الموارد البشرية التي هي قوام هذه المدرسة.
3.    تواجه مدرسة الجنيد الإسلامية تحديات إقتصادية وسياسية وموارد بشرية، ومازالوا يحاولون لمقاومة تلك التحديات. ورغم تلك التحديات، مازالت المدرسة قائمة وتستمر في نموها الإيجابي لخدمة المسلمين في سنغافورة وغيرها من البلاد المجاورة.
4.    يواجه مسلمو سنغافورة تحديات التي تواجهها غالب الأقليات المسلمة في العالم، ولكن المحاولة في طمس هويتهم الإسلامية تنال دفاعا ومعارضة قوية من قبل المجتمع المسلم.

التوصيات والاقتراحات:
1.    تطوير المناهج الدراسية في كلا العلوم الإسلامية والعلوم الكونية، وتأصيل العلوم الكونية تأصيلا إسلاميا لغرس القيم الإسلامية في نفوس الطلبة، وتفعيل الأنشطة اللاصفية في تنمية مواهب وقدرات الطلبة.
2.    الاستفادة من خبرات المؤسسات التعليمية داخل البلاد وخارجها، وتوسيع استيعاب المدرسة للمسلمين بسنغافورة خصوصا والمسلمين من بلاد المجاورة.
3.    التركيز على تعليم اللغة العربية واستخدام أحدث الطرق والوسائل والتقنيات في تعليمها للطلاب والمجتمع الإسلامي في سنغافورة.
4.    عقد الدورات والندوات ودعوة المؤسسات التعليمية المرموقة الأخرى لتبادل المعارف والخبرات وتوثيق العلاقات بينهم بوضع مذكرة التفاهم في سبيل تطوير وتنمية المؤسسات التعليمية الإسلامية.




([1]) المملكة رائدة في العالم الإسلامي بتسخير كافة إمكانياتها لخدمة الإسلام، من الرابط: http://www.alriyadh.com/276491# ، استرجعت في التاريخ: 9/12/2014م.
([2]) مارتينيز، باتريشيا، ماليزيا وسنغافورة منذ بداية القرن العشرين حتى الآن، موسوعة النساء والثقافات الإسلامية، المجلد الأول، دار البريل، ليدن-بوسطن، 2003م، (مترجمة من اللغة الانجليزية)، ص.331. 
([3])Demographic Characteristic, Education, Language and Religion, Singapore Census 2010. Statistical Release 1:11. Retrieved 17 November 2014.
([4]) سنغافورة، The World Factbook، من الرابط: https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sn.html، استرجعت في التاريخ: 10/12/2014م.
([5]) المرجع السابق.
([6]) بكر، سيد عبد المجيد، الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا، د.ط، دار الأصفهاني، جدة:1393ه، ص.194.
([7]) شاكر، محمود، التاريخ الإسلام؛ التاريخ المعاصر الأقليات المسلمة، ط.2، المكتبة الإسلامي، بيروت: 1995م – 1416هــ، ص.106.
([8]) المملكة رائدة في العالم الإسلامي بتسخير كافة إمكانياتها لخدمة الإسلام، صحيفة الرياض، من الرابط: http://www.alriyadh.com/276491، استرجعت في التاريخ: 8/12/2014م.
([9]) المسلمون في سنغافوره، من الرابط: http://muslimconditions.com/muslim-singapoor.html، استرجعت بالتاريخ: 8/12/2014م.
([10]) المسلمون في سنغافوره، مرجع سابق.
([11]) المرجع السابق.
([12])Madrasah Aljunied Al-Islamiah A Tradition of Excellence Forging into the Future،من الرابط: http://www.aljunied.edu.sg/about-us3/historical، استرجعت في التاريخ: 23/11/2014م.
([13]) “Al-Junaid’s Curriculum”، من الرابط: http://www.aljunied.edu.sg/curriculum/aljunied-curriculum، استرجعت في الترايخ: 23/11/2014م.
([14]) Recognition، انظر الرابط: http://www.aljunied.edu.sg/recognition، استرجعت في التاريخ: 24/11/2014م.
([15]) Vision and Mission، انظر الرابط: http://www.aljunied.edu.sg/about-us3/vision-mission، استرجعت في التاريخ: 24/11/2014م.
([16]) Abu Bakar, Mukhlis, Islamic Religious School in Singapore: Recent Trends and Issues, Presented at The 4th ASEAN Inter-University Seminar on Social Development, CS Thani Hotel, Pattani, Thailand, 16-18 June 1999. Departement of Malay Studies National University of Singapore, P.13.https://docs.google.com/document/d/1l-BlSdfmuxYbCZHGU_t7mU9AaXbc3qerjW-zS6EYD7Y/pub
Comments
0 Comments

0 komentar:

Post a Comment